Admin
عدد الرسائل : 468 العمر : 41 الموقع : https://shababbik.ahladalil.com العمل/الترفيه : طالب\الانترنت المزاج : عالى جدا تاريخ التسجيل : 24/01/2008
| موضوع: مواقف عالية من صبر النبي صلى الله عليه وسلم على الأذى الثلاثاء مارس 11, 2008 2:16 am | |
| مواقف عالية من صبر النبي صلى الله عليه وسلم على الأذى
لقد تعرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يدعو إلى الله في مكة إلى أذى شديد من زعماء الكفار.
ولقد كان قوي الشخصية شجاعًا في مواجهة هؤلاء الزعماء على الرغم مما كانوا عليه من قوة معنوية، ومكانة عالية بين العرب، فقد كانوا يقتلون بنظراتهم الحادة وألسنتهم السليطة كل ضعيف خوار، وكان العرب جميعًا يحترمونهم ويقدرون رأيهم لمكانتهم من خدمة بيت الله الحرام وجواره.
ولكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واجههم بما يكرهون حينما أصروا على باطلهم، وتحداهم بما عجزوا عن مقاومته حتى أسقط سمعتهم الوهمية القائمة على الدجل واستغلال غفلة العقول.
فلم يكن منهم إلا أن ضاعفوا من كيدهم وأذاهم لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمؤمنين به.
وقد جاءت روايات في بيان ما تعرض له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الأذى، فمن ذلك:
* ما أخرجه ابن إسحاق - رحمه الله - قال: حدثني يحيى بن عروة بن الزبير عن أبيه عروة بن الزبير عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قلت له: ما أكثر ما رأيت قريشًا أصابوا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما كانوا يظهرون من عداوته؟ قال: حضرتهم وقد اجتمع أشرافهم يومًا في الحجْر، فذكروا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: ما رأينا مثل ما صبرنا عليه من أمر ذلك الرجل قط، قد سفه أحلامنا وشتم آباءنا، وعاب ديننا، وفرق جماعتنا، وسب آلهتنا، لقد صبرنا منه على أمر عظيم، أو كما قالوا.
فبينما هم في ذلك إذا طلع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأقبل يمشي حتى استلم الركن، ثم مر بهم طائفًا بالبيت، فلما مر بهم غمزوه ببعض القول. قال: فعرفت ذلك في وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
قال: ثم مضى فلما مر بهم الثانية غمزوه بمثلها فعرفت ذلك في وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ثم مر بهم الثالثة فغمزوه بمثلها، فوقف ثم قال: أتسمعون يا معشر قريش؟ أما والذي نفسي بيده لقد جئتكم بالذبح.
قال: فأخذت القوم كلمته حتى ما منهم رجل إلا كأنما على رأسه طائر واقع، حتى إن أشدهم فيه وصاة قبل ذلك لَيَرْفَؤْه بأحسن مايجد من القول، حتى إنه ليقول: انصرف أبا القاسم، فوالله ما كنت جهولاً.
قال: فانصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى إذا كان الغد اجتمعوا في الحِجْر وأنا معهم فقال بعضهم لبعض: ذكرتم ما بلغ منكم، وما بلغكم عنه، حتى إذا بادأكم بما تكرهون تركتموه. فبينما هو في ذلك طلع عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوثبوا إليه وثبة رجل واحد، وأحاطوا به يقولون: أنت الذي تقول كذا وكذا؟ لما كان يقول من عيب آلهتهم ودينهم، فيقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: نعم أنا الذي أقول ذلك.
قال: فلقد رأيت رجلاً منهم أخذ بجمع ردائه. قال: فقام أبو بكر - رضي الله عنه - دونه، وهو يبكي ويقول: أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله! ثم انصرفوا عنه، فإن ذلك لأشد ما رأيت قريشًا نالوا منه قط [1].
وأخرجه أبو يعلى والطبراني بنحوه وفيه أن أبا جهل قال: يا محمد ما كنت جهولاً، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أنت منهم ".
ذكره الهيثمي وقال: وفيه محمد بن عمرو بن علقمة وحديثه حسن، وبقية رجال الطبراني رجال الصحيح ([2]).
* أخرج الحافظ أبو بكر عبد الله بن الزبير الحميدي بإسناده عن أسماء بنت أبي بكر أنهم قالوا لها: ما أشدُّ ما رأيت المشركين بلغوا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: كان المشركون قعدوا في المسجد يتذاكرون رسول الله - صلى الله عليه وسلم – وما يقول في آلهتهم فبينما هم كذلك إذ دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقاموا إليه وكانوا إذا سألوا عن شيء صَدَقهم فقالوا: ألست تقول كذا وكذا؟ فقال: بلى فتشبثوا به بأجمعهم.
فأتى الصريخ إلى أبي بكر فقيل له: أدرك صاحبك فخرج من عندنا وإن له غدائر [3] فدخل المسجد وهو يقول: ويلكم أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم؟ قال: فلهوا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأقبلوا على أبي بكر، فرجع إلينا أبو بكر فجعل لا يمس شيئًا من غدائره إلا جاء معه، وهو يقول: تباركت يا ذا الجلال والإكرام [4].
وقد أشار الحافظ ابن حجر إلى هذه الرواية وقال: ولقصة أبي بكر هذه شاهد من حديث علي أخرجه البزار من رواية محمد بن علي عن أبيه أنه خطب فقال: من أشجع الناس؟ فقالوا: أنت.
قال: أمَا إني ما بارزني أحد إلا أنصفت منه، ولكنه أبو بكر، لقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخذته قريش، فهذا يجره وهذا يتلقاه، ويقولون له: أنت تجعل الآلهة إلها واحدا، فوالله مادنا منه أحد إلا أبو بكر يضرب هذا ويدفع هذا، ويقول: ويلكم أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله.
ثم بكى عليّ ثم قال: أُنشِدكم الله أمؤمن آل فرعون أفضل أم أبو بكر؟ فسكت القوم، فقال علي: والله لساعة من أبي بكر خير منه، ذلك رجل يكتم إيمانه وهذا يعلن إيمانه [5].
وأخرج الإمام أحمد وأبو يعلى من حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: لقد ضربوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرة حتى غشي عليه فقام أبو بكر فجعل ينادي: ويلكم أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله فقالوا من هذا: فقالوا: أبو بكر المجنون.
ذكره الهيثمي وقال: ورجالهما رجال الصحيح [6].
* وأخرج الحافظ ابن سيد الناس من حديث عروة بن الزبير قال: حدثني عمرو بن عثمان بن عفان عن أبيه عثمان بن عفان قال: أكثر ما نالت قريش من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أني رأيت يوما- قال عمرو: فرأيت عيني عثمان بن عفان ذرفتا من تذكر ذلك قال عثمان بن عفان: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يطوف بالبيت ويده في يد أبي بكر، وفي الحجْر ثلاثة نفر جلوس: عقبة بن أبي معيط، وأبو جهل بن هشام، وأمية بن خلف، فمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما حاذاهم أسمعوه بعض ما يكره، فعُرِف ذلك في وجه النبي - صلى الله عليه وسلم -، فدنوت منه حتى وسَطته، فكان بيني وبين أبي بكر، وأدخل أصابعه في أصابعي حتى طفنا جميعا، فلما حاذاهم قال أبو جهل: والله لا نصالحك ما بَلَّ بحر صوفة وأنت تنهى أن نعبد ما يعبد آباؤنا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أنَّى ذلك!
ثم مضى عنهم فصنعوا به في الشوط الثالث مثل ذلك، حتى إذا كان في الشوط الرابع ناهضوه ووثب أبو جهل يريد أن يأخذ بمجامع ثوبه فدفعته في صدره فوقع على استه، ودفع أبو بكر أمية بن خلف، ودفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عقبة بن أبي معيط، ثم انفرجوا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو واقف، ثم قال: أما والله لا تنتهون حتى يحل بكم عقابه عاجلا.
قال عثمان: فوالله ما منهم رجل إلا أخذه أَفْكل [7]، وهو يرتعد، فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: بئس القوم أنتم لنبيكم، ثم انصرف إلى بيته، وتبعناه خلفه حتى انتهى إلى باب بيته، ووقف على السُّدَّة ثم أقبل علينا بوجهه فقال: أبشروا فإن الله - عز وجل - مظهرٌ دينه، ومُتِمٌّ كلمته وناصر نبيه، إن هؤلاء الذين ترون مما يذبح الله بأيديكم عاجلا.
قال: ثم انصرفنا إلى بيوتنا، فوالله لقد رأيتهم قد ذبحهم الله بأيدينا [8].
وذكر الحافظ ابن حجر في شرح حديث عبد الله بن عمرو السابق من رواية الزبير بن بكار والدارقطني في "الأفراد" من طريق عبد الله بن عروة بن الزبير، عن عروة قال: حدثني عمرو بن عثمان عن أبيه عثمان..وذكر أوله، ثم قال: " فذكر قصة يخالف سياقها حديث عبد الله بن عمرو هذا، فهذا الاختلاف ثابت على عروة في السند، ولكن سنده ضعيف، فإن كان محفوظًا حمل على التعدد، وليس ببعيد لما سأبينه" ثم قارن بين الروايتين وقال: وهذا يقوي التعدد [9].
وهذا يعني أنه إذا كان خبرًا واحدًا فالمعتبر هو حديث عبد الله بن عمرو لأنه أقوى إسنادًا، وإن حمل على تعدد القصة وهو الذي رجحه الحافظ ابن حجر فإن ضعفه محتمل للتقوية، وهكذا أورده الحافظ ابن سيد الناس على أنه خبر مستقل.
* وأخرج الإمام أحمد من حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: جاء جبريل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم وهو جالس حزينًا قد خُضِب بالدماء، ضربه بعض أهل مكة، قال فقال له: مالك؟ قال فقال له: فعل بي هؤلاء وفعلوا، قال فقال له جبريل: أتحب أن أريك آية؟ قال: نعم، قال: فنظر إلى شجرة من وراء الوادي فقال: ادع تلك الشجرة، فدعاها فجاءت تمشي حتى قامت بين يديه، فقال: مرها فلترجع، فرجعت إلى مكانها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: حسبي [10].
من هذه النصوص نعرف مدى ما كان المشركون يضمرون لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - من عداوة، حيث كانوا يجتمعون على محاربته ويوصي بعضهم بعضا بالوقوف في وجهه، ويلوم بعضهم بعضا على التقصير في مباداته بالعداء.
وحينما يكون العدو متفرقا أمره ويقاوم أفرادُه الدعوة الوافدة وهم فرادى فإن أمره يكون ميسورًا إذ بإمكان صاحب الدعوة أن يصل إلى إقناع بعضهم بدعوته وأن يتفادى عداوة الآخرين بكلمة مودة أو برد حازم يسكت عدوه، فأما حين يجتمع أفراد العدو على صاحب الدعوة فإن موقفه يكون حرجا أمامهم إذ أن السيادة في مثل هذه الاجتماعات تكون للدهماء الذين تحركهم عادةً العصبيةُ القبلية والتمسك بالموروثات وإن كانت تتنافى مع العقل السليم، ولا يتمكن صاحب الدعوة والحالة هذه من مخاطبة أصحاب العقول المفكرة.
وقد كان زعماء قريش الذين تغلب هذه الصفات على أصحاب الرأي منهم هم الذين يحتلون ساحات المسجد الحرام ولا يتركون الفرصة لأصحاب العقول المفكرة التي تميل إلى التحرر من الأوهام والخرافات التي لا تنسجم مع العقول السليمة.. لا يتركون لهم الفرصة ليلتقي بهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو يسمعوا كلامه فقد قاموا بالحجْر الفكري على مجتمعهم وطبقوا ذلك بصرامة فائقة حتى كان من يريد السماع من النبي - صلى الله عليه وسلم - يضطر إلى التسلل في الخفاء.
ومن هنا كان موقف النبي - صلى الله عليه وسلم - صعبًا للغاية في معاملتهم وكان لابد له أحيانًا أن يخرج عن حلمه المعهود ليسلك معهم طريق الحزم والمجابهة كما هو الحال في الخبر الأول لأن الذين يواجهونه يخاطبونه بعواطفهم الثائرة الحاقدة ولا يخاطبونه بعقول متزنة تدرك ما يُلقَى عليها من قول وتفكر فيه.
فلما قال لهم: أما والذي نفسي بيده لقد جئتكم بالذبح استكانوا وخضعوا له.
لقد كان زعماء الكفار أولئك يحاولون أن يبنوا لأنفسهم مجدا من خلال جرأتهم على الرسول - صلى الله عليه وسلم - وإقدامهم على سبه وإيذائه أمام الجمهور، حيث يظهرون بمظهر الأبطال الذين لا يبالون بسخط النبي - صلى الله عليه وسلم - والمسلمين ولا بسخط حماتهم من بني هاشم، فكان من المناسب أن يجيبهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بكلام شديد يهز فيه من شخصياتهم ويسقط فيه من معنوياتهم حتى لا يمتدحوا أمام أتباعهم بتلك المواقف الوهمية، ولقد حصل للنبي - صلى الله عليه وسلم - ما أراد حيث وجموا لسماع ذلك الكلام وتكلموا بكلام يحمل معنى الاعتذار عن موقفهم السيء ذلك.
إن اجتماعهم على الباطل يلغي تفكيرهم السليم ويجعلهم ينطلقون من الحماس المتأجج من العواطف الثائرة، وغالبًا ما يكون التفكير والتوجيه من فرد أو أفراد يتزعمون أفراد المجتمع، فيبقى أغلب الأفراد تابعين لهؤلاء الزعماء من غير تفكير في صواب ما دعوهم إليه من خطئه ولذلك أمر الله - تعالى - نبيه - صلى الله عليه وسلم - أن يدعوهم إلى التفكير المتأمل المتجرد عن فكر الجماعة الذي يهيمن عادة على الأفراد حيث يقول - تعالى -: (قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ) (سبأ: 46)
فإذا خلا الإنسان بنفسه ثم تفكر في أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - فإنه سيلغي من حسابه اتهامه بالجنون وغيره مما ألصقه به الأعداء، وكذلك إذا خلا بصاحبه وقَارَنَا بين النبي - صلى الله عليه وسلم - ومن عُرف عنهم الإصابة بهذه التهم، لأن الفكر والحال هذه ينطلق من العقل المتجرد من العاطفة والتبعية للقوى المهيمنة على العقول فلابد أن يصل إلى النتيجة الصحيحة الموافقة للعقل السليم.
وحينما يخلو الإنسان إلى فكره يخبو نداء العاطفة تدريجيًّا ويرتفع نداء العقل فيصلُ الإنسان إلى الحكم الصحيح العادل.
وفي هذه الأخبار مواقف رائعة لأبي بكر - رضي الله عنه-، حيث وقف دون النبي - صلى الله عليه وسلم - ودافع الناس عنه وحماه بنفسه حتى انصرف عنه أعداؤه، وفيها بيان لشدة الأذى الذي تحمله في سبيل ذلك، وهذا دليل على قوة إيمانه وشجاعته النادرة واستهانته بنفسه في سبيل الدفاع عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
وفي أحد هذه الأخبار شهادة على شجاعة أبي بكر البالغة يقدمها بطل كبير من أبطال الإسلام هو علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - الذي لم تنتكس له راية ولم يقف له أحد في موقف.
وإنما يدرك فضل أهل الفضل من شاركهم في هذا الفضل، حيث شهد له بالإقدام على مدافعة المشركين وإنقاذ النبي - صلى الله عليه وسلم - من بين أيديهم بينما لم يجرؤ غيره على ذلك، وإن هذا الموقف بقدر ما يصور شجاعة أبي بكر وتضحيته فإنه يصور فظاعة المشركين وعنفهم في الانتقام وقوة شخصياتهم التي أوقفت المؤمنين حتى عن الدفاع عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
وإن من مزايا هذه الشهادة الكريمة أنها تم إعلانها على ملأ من الناس، وفي وقت بدأ فيه بعض الموتورين والجهال بالغضِّ من شأن بعض كبار الصحابة، فأراد علي - رضي الله عنه - أن يعدِّل الموازين، وأن ينبئ الناس بأن محبتهم له يجب أن لا تطغى بحيث يترتب عليها التهوين من شأن كبار الصحابة كأبي بكر وعمر - رضي الله عنهم - أجمعين.
وإننا حين نبرز حق أبي بكر وفضله كما أعلنه علي - رضي الله عنهما - فإننا نقدر لعلي هذا الموقف الكريم المشتمل على التواضع الجمِّ والوفاء الكبير لأخوة له مضوا على درب الجهاد والدعوة.
وفي الخبر الأخير بيان لموقف عثمان - رضي الله عنه - حيث دفع أبا جهل عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أوقعه على الأرض. مع ما كان يتمتع به أبو جهل من مكانة عالية بين قومه، فرضي الله عن هؤلاء الصحابة الذين صمدوا مع قلتهم لأهل الباطل وهم في أوج عزهم وكثرتهم. | |
|